المغرب - ظهور رغوة في الدار البيضاء ما حقيقتها ؟

 شهدت مساحة سيدي البرنوصي بالعاصمة الاستثمارية المغربية الدار البيضاء، ظهور رغوة بيضاء وافرة مجهولة المنبع في الشوارع، ما نتج عنه إرباك حركة المرور وتهييج توتر القاطنين والمسؤولين، في مرأى غريب لم يعتده المغرب من قبل.




بدأت الحادثة ليلة يوم الثلاثاء، حالَما لاحظ القاطنين مغادرة أحجام كبيرة جدا من الرغوة من فتحات الاستبدال الصحي، حاملةً رائحة نفاذة تشبه مواد التنظيف، عاجلا ما غطت الرغوة الشوارع، ما نتج عنه إنهاء حركة المرور وإعاقة العربات، إذ وثق القاطنين المرأى بمقاطع مقطع مرئي تشعبت وتوسّعت كالنار في الهشيم على منصات التواصل الالكترونية.

وأفاد شهود عيان، على حسب ما نقلته الفضائيات والمواقع والصحف المحلية، بأن الرغوة كانت «ذات رائحة تشبه المنظفات»، وظهرت تزامنا مع سقوط أمطار وافرة، الأمر الذي جعل الكثيرين يتساءلون عن منبعها ومحفزات انتشارها، بشكل خاص حتى الآن انتشار مشاهد مرئية وصور للحادثة على منصات السوشيال ميديا

استجابت السلطات المغربية بشكل سريع لذلك الحدث غير المسبوق، وأفصح رئيس مقاطعة سيدي البرنوصي بهيج صبري، إستحداث لجنة مشتركة تحوي معها متخصصون بيئيين ومهندسين للتحقيق في منبع الرغوة، وتم عرَض فرق مختصة لجمع عينات من المادة لتحليلها في المختبرات، إذ شددت السلطات أنها لن تستبعد أي فرضية حتى تتضح النتائج.

من جانبها، بدأت المنشأة التجارية «الجهوية متنوعة الخدمات الدار البيضاء-سطات (SRM-CS)» التي تتحمل مسئولية الاستبدال الصحي، تقصيًا موازيًا بالترتيب مع الجهات المخصصة، مشيرةً حتّى الرغوة من الممكن أن تكون ناتجة عن تصريف ضد القانون لنفايات صناعية من واحدة من الوحدات القريبة، من الممكن مصنع مواد تنظيف لم يتعهد بمعايير القضاء على البقايا.

التقديرات الأولية توميء حتّى الظاهرة من الممكن أن تكون متعلقة بتراكم مواد خافضة للتوتر السطحي (surfactants) المتواجدة في مواد التنظيف، تفاعلت مع ماء الغيث الكثيفة، ومع ذاك، اقترح متخصصون عواملًا أخرى محتملة، مثل تسرب كيماويات غير معالجة، أو تحلل مواد عضوية في شبكة الاستبدال، أو حتى خلل في محطات المعالجة، في الزمان الذي نصح المسؤولون من أخطار تلك الرغوة على الحالة الصحية العامة والظروف البيئية الساحلية، لاسيما في أنحاء مثل سيدي البرنوصي وعين حرودة القريبة من البحر.

وقد كانت الهند قد شهدت في سنة 2021 رغوة سامة مجرى مائي يامونافي نيودلهي نتيجة تصريف ضد القانون لمخلفات صناعية محملة بكيماويات ومواد تنظيف، الأمر الذي صرف السلطات للتحذير من خطورتها على الحالة الصحية العامة، مثلما شهدت دولة جمهورية الجزائر في السنة القائم 2025 انتشار رغوة مبهمة في شوارع بلدة عين مليلة، الأمر الذي حرض زعر الأهالي الذين شاهدوا طبقات زاخرة من رغوة بيضاء وحمراء اللون، بخاصة بعدما بدأ الأطفال يلعبون بها على الرغم من التحذيرات.